Monday 20 August 2012

صراعاتٌ لوثت إلى عقلي




 ما كنتُ لأُصَدقْ ، أو أقلةً أن أُصْدِقَ نفسي بأن الحياةَ لا تقفُ علي أعقاب الأثرْ . أنها حينَ 
تبلعُ الأحياء لا تذكرُ كم ابتلعتْ ، ومن ابتلعتْ . وَ كأنما الحياةُ ترسٌ جائعة ، لا تتوقفُ عن 
. أهدار الدماء وشُربِها وكأنها مصاصُ دماء


إن الأرض لا تعبأُ بمن فوقها لتكترثَ بمن يخلدُ إليها . هي تحملُ الأقدام لمساعيها تتحينُ 
اللحظةَ التي ستزَفُ إليها أكوامُ البشرَ ملتفين بأثواب الزفافِ بأكفانهم. وإن الإنسان حين 
. يُنسى ممن هم على الأرض ، فإن الذين يسكنون السماء قد اشتاقوا إليه


وحين أتأملُ عميقاً أشاهدُ مهرجاً على خشبة المسرح يتسابقُ الجميعُ ، ليحصلَ على تذكرةٍ 
للصف الأول ، ليضحك خيبة المهرج الحزين الذي يبدو أكثرَ الناس سعادةً على هذهِ الأرض 
. وما هو صورةٌ للسعادة لنفسهِ


وأغوص أعمق لأكتشف أن أقنعةِ السعادةِ التي نضعُها وسيلةً لتجذب البائسين ، لا تجذِبُنا 
علماً بأنّا صورةً للبؤسِ المطلي بألوان القزَح . وكأننا حين نعجزاً تماماً عن إيجاد السعادة 
.نصبُغ بها حياة الآخرين ، لنشعر بانعكاساتها تشملنا


نبحثُ عن السعادةَ وهي حولنا ، وإن السعادةَ حلوى لا يحصلُ عليها إلا الأطفال ، وليس
   دائما بيدك أن تُرجِعَ الطفل الذي داخلك براءتهُ ووداعتهُ السجية . حتى لو كنت مؤمناً بأن 
. الطفولةَ شعورٌ وليس رقماً بأوراقكَ الثبوتية 


وأكرهُ الحياة حين تختارُ جسداً أحبهُ ليستلقي المرض فيه ، وأكرهُها أكثر حين تجعلهُ أنانياً
يختار أن يقتتل مع المرضِ وحدهُ . كأن الخيار يخصهُُ ، ومن حقهِ أن يجردنا نفسـهُ دون أن 
يسألنا ، متناسياً أن الصورة التي يحافظ عليها ، الصورة الورديـةُ التي يدعيها خاليـة من
لحظة " المعاناة " هي لوحة جماعية لنا فيها قدم . ليتهُ فقط يتأكد أن اللحظـــات السعيدة لا 
. تخص كلَ الألوان الزهرية بل أن بعض الأسود وبعضُ الأزرقِ أو الأخضر هو الحلمُ الكبير 


ولن أنسى للقدر لعبتهُ البارعة ، حين يتلاعبُ بنا كالشِطرنج . أنت اليوم ستقابلُ فلاناً
ستعجبُ به ثم سيرحل . وأنت اليومُ دورك لتراقص الحظ ، أما أنتِ فستكونين خادمة
تلتقي بضفدعٍ يوهِمُها أنها جميلة ثم تكتشف أنها مجردُ غولةِ بشعة و هكذا ملكٌ وقلعةٌ
. وَ وزير 


. ماذا عن أقربَ الأقاربَ إلى قُلوبنا ، ماذا عن الذين لطالما وددننا أن نرسمَ لهم وشحاً بلورياً 
ليبدو أنقيا بهم . وَ ماذا عن الذين كنا نظنُ أنهم أعرف إلي من معرفتنا لأنفسِنا . كيف يتجبْـروا
 بكل قدرتهم ليزيلون كلُ الوجوه التي حاولنَا ألا تكون لهم . أو قد نكونُ تجاوزنا الحدَ الفاصل 
للنموذج المثالي . فنزاحَ الشكُ عن اليقين أنه ليسَ هناك مثالي ، بل هناك من يدعي المثالية 


. إن الخيط الرفيع بين أن تكون تابعاً للتقليد مساقاً من عنقك وبين أن تكون حراً ، هو ليس
التمرد ، بل أن تكتشف أنك أحمقٌ سرتَ على خطٍ رفيع أسمهُ المثالية ، فلما اختل توازنك ثمَ
وقعتَ من عليه أثبت لك أن الكثير يقع عندما يبحثُ عن ثغرة ليغير التقليد حين لا يكونُ ثوباً
 . يلائمهُ أو زياً يناسب و هواه عندما يتعاركُ مع قالبِ مجتمعهِ فتكون أما أنت أو سذاجةِ
. المجتمع 


.... لا أعرف إن كان للحديثِ بقية 

1 comment:

  1. الحياة صارعه من لا يدرك أنها صرعة !! فبالموت والفناء ودوامهما في الأحياء ُتدرك معنى الحياة. الإنسان مهما عمَر على الأرض ما عمَر مآله لبطن الأرض نازل. ومن صرعة الحياة أن ُيوهم الإنسان نفسه وغيره بالسعادة كالمهرج المصطبغ بالألوان( ألوان السعادة كما يظن ) فيما السعادة في الفطرة- فطرة الله –وبراءة الطفولة.
    من صرعة الحياة المرض يستأثر بمحاسننا أو محاسن من نحب , متغافلاً عن معاناتنا بما استأثر. ويعينه على صرعنا القدر يُقرب البعيد ويُبعد القريب بالحظ تارة و بالصدفة أخرى.
    ومن صرعة الحياة صرعة الإنسان بغدر من يحب بما يحب!!! ومن الصرعة أن يكون الإنسان مسلوب الإرادة والفكر تابعاً لكل كذبة وخرافة باسم جميل العادة ونظير الدين والمثالية.
    وأتمنى أن للحديث بقية رغم الصبغة التشاؤمية التي قد يوصف بها إلا إنها الواقعية لمن أدرك للحياة صراعات قد تتجاوز المألوف...موفقين وبانتظار الجديد

    ReplyDelete

صراع أزلي [1]

نزعة الإنسان المادي للوصول إلى [هدفه] تجعله أداة في يد كل ما هو خارق للطبيعة البشرية. فما هو معروف عنه أنه كائن خيّر ب...