Thursday 22 November 2012

هكذا تُنعى كربلاء







باسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

الّسَلامُ عَلَى الْحُسَيّن وَعَلَى عَلِي ابنِ  الْحُسَيّن  وَعَلَى أَوْلادِ الْحُسَيّن وَعَلَى أصحاب  الْحُسَيّن 

ألا ينقضي الحُزنُ يُسّألُ السجــــادْ
على أبيكَ حُسينٌ إذا يتوسدُ الألحادْ
ألا ينطفي العزاء باستشهـــــدادهِ ؟
مالكَ في ذكرهِ تقيمُ المآتم والحِــدادْ


حُسينٌ أبي لولاهُ لمْ يستقمْ للدين عمادْ
أرخص النفس وبالمهجةِ عن الديــن ذادْ
لو بايعَ البُغــــاةَ  على كُفرهِـــــــــــــم
لتفشى في ملةِ جدِي الفِسقُ وَالفسادْ


أمرُ الله قُضــــي ، فحسينُ خيرُ اعتمــادْ
ْإنْ تبذلُ الأرواحُ أو تفنى معها الأجساد
إن تكُ رســالةُ الإصـــلاحِ  بآل مُحمـــــدٍ
فآلُ النبيّ أولى في سبيله بالاستشهادْ


سيظلُ الطفُّ واقعا أبدَ الدهرِ يُعــــادْ
كلما بزغ هِلالُ محرمٍ نتذكرُ الميعـــادْ
ترخصُ المدامع ليومٍ راح فيه الكفيلُ
وبناتُ الرسول سبايا يتمى همُ الأولادْ


فمُحرمُ بالنحيبِ رسالةٌ يَذهلُ لها العِباد
وحوادثُ الزمانِ مهما تذكُرها لا تُعـــادْ
تُمحى من ذاكرة الأيام إن مرتْ عليها الدهورُ
وذكرى حادثة الطَفِّ تبقى لساعةِ الميعادْ




اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلأم وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً



Wednesday 14 November 2012

متى يُصاغُ الذهب ؟



كيف أكتبُك وَما
ولدتَ بعدُ بين الشرايينِ ؟
وَ ما طرقتَ بابَ النبــضِ
وَ لا صرتَ حصاداً فـي
البساتينِ ..


وَ لا دنت ثماركَ الغضـــةُ
ولا صرتَ وريداَ يضُــــخُ
دماءاً في وريدِ الياسمين ..


كيف أغزلُ الذهبَ
من هواكَ ، وهـواكَ ما عرفتــهُ
قد عرفتُ الهوى في الحكاياتِ
منذُ آلفِ السنينِ ..


إن يسألوني ماذا أُجِبْهـم ؟
وفي عيوني لستَ مرسوماً
ولا في خطوطٍ اليديّن ..


أقضاءٌ قد خُطَّ من القـدرِ
علىٰ الجبينِ ؟ أم صدفةٌ ؟
وما هي صدفةٌ لكنهُ آخرُ
لقـاءٍ وقصةُ جفاءٍ وحنـينِ .. 


وإن يقولوا أي حنينٍ ، يصيرُ
ندىٰ والندىٰ قُبلة غيرت وجهةُ
العالمينِ ..


وأي لقاءٍ وَ لم تلقيهِ في عالمنا
ربما في عالمِ ذرِّ نطف الأدمينِ ..


يطولُ الإنتظارُ ، وأعلــمُ فــي
داخلي إن الذهبَ إذا يصوغُ
الذهبَ فنعم الصائعُ معــــدنُ
لمعدنهِ ثمين .. 

Saturday 20 October 2012

أفطرةٌ الحُسين ؟




يومٌ يعقبهُ أخر وَ الأسئلةُ يصيرُ 
لها أقداماً تركض في رأســي
 .. أ أؤمن حقاً بما ورّثتـــــهُُ لي
بيئتــي .. ؟ أهلي .. ؟ أو حتى
أجدادي ؟



أ أحبٌ فعلاً الحسينِ بن علي (ع) ؟
 ولماذا أحبهُ ؟ لماذا هو متفاضلاً على
الإثني عشر غيره ؟ لِمَ قلتُ تفاضلاً
ولِم يخطر لي مثلاً أن أقول أن صدى
ثورتهُ نخرت في رأسي ؟ 



رغم أنهم جميعهم ظلموا ، أسروا
وواجهوا جبهةَ عداءٍٍ كلٍ في زمانهِ
وعصره ! لماذا كفةُ الميزان ترجحُ
لهُ ؟ لماذا هذهِ الفئةٌ دونما غيرهـا 
ممن مضو ؟ 



أي إنسانٍ أبحثُ في هذا الرجل ؟
وأي رجلٍ أبحثُ في هذا الإنسان ؟
أثمةَ نقص فييَّ يكملهُ الحسين ؟ 
أو أنهُ نداء كباقي نداءات الفطرة ،
يبحثُ عن أجوبةً تختلفُ تماماً عما
أسمعهُ دائماً ويرتلُ عن مسامعـي
بالرنين نفسهُ وذاتُ الكلماتِ تقرع 



مــاذا فيه أبحث ؟ وَ ماذا سأجد ؟ أ أجدُ
ما كـنتُ ألوذُ به فراراً عن ظلم البشر عن
! تميزهم ، نفاقهم ، تقسُّمهم وَ تقسيمهم



ربما المعادلةٌ أصعبُ من حروفٍ متناغمة
ونثرُ متكاملُ الجمال !! ربما العظماء قبل
وبعد الحسينِ كُثر إنما الحسينُ تجلت فيه
أشياء تفوق العظمة ، وَ إن انحصــــــرت
العظمة بالله عز وجل.



 لكن كأنما جُمعت فيه صفات أو تكاملت
فيه أفعال استحال تجمعها في بشرِ واحد.
كيف أجيب عن رجلٍ كلما ادعيتُ احصاء
مناقبهِ فشلت ، و إذا رجعتُ لخصالهِ من
أدبِ التعامُلِ  لسوء تدبيري منه خجِلت !!



الحسينُ بن علي هو المبدأُ الذي لا يحيدُ عن حدِ السيفِ شعرة ، الرجلُ الذي مات لمبدأ ومن في هذا
الزمـــان يستقرُ لمبدأ ويقاتلِ طويلاً دون أن تشتريهِ الدُنيا ، أو يبسطُ فيهِ الظلمُ سجاداً ويستقــرُ فيهِ
الإحباط فيعودُ أدراجهُ متنازلاً عن قضيتهِ معلناً يأسهُ رافعاً راياتِ الإستسلام 


الحسينُ قضيةٌ سَجلت فيها كل الأطيافِ والأديانِ والأعراقِ انتصار ، من مثلهِ حمّل الإنتصار لكلِ نفسٍ
شاركة بغض النظرِ عن الأهواء و التقاسيمات البشرية. من مثلهِ يركزُ على جوهرِ القضية ويدعو الجميع
للفصلِ في الأحقية؟ إذا كان من يقودُ زماننا هذا يتاجرُ في القضايا الإنسانية وَ يجعلها في كلِ صرخةٍ
يطلقها ورقةً رابحة لفصلِ حربٍ آخرى، ويقودُ القطعانَ بأهوائهم بعاطفتـــهم تجاه ما ينتمــــــون إليه أو
.يعتقدونه. فالحُسينُ جعل على رأسِ الحقِ قضية للكلِ حقٌ في خوضِها والإنطلاقُ من خلالِها



الشريعةُ حين وهبت للمرأةِ حقاً كان مطبقهُ الحسين كرجل وليس كنفسٍ ذكورية. شاركت في هــذهِ
الواقعة " الطف " نساء من بنات الإمام علي (ع) و بنات الحسين و لأتدارك العنصرية فقد شاركت
أخريات ونِلن الشهادة. الغريب أنه كان ذكياً في توزيع الأدوار وإن كنت أظن أنها دُعمت برسـالاتِ
إلهية لمقتضى الهدف الحقيقي لحادثة كربلاء.



فالترتيب الدقيق في توزيع المهــــــام يفوق أي إعـداد عسكري على الرغم من العدد القليل الذي شارك بهِ.
والحسين ذاته في لقطاتٍ عديدة يظهر فيه الرجل الغيور على حرمهِ وحرم من هم أمانة في عنقه. ربما لو
قارنا ذلك في قادة و قيادات هذا الزمن لرأينا التضحيات بشعوب كاملة و بأنفس الملايين قبل التضحية
بالنفس القائدة



الحُسين بالغيرةِ رجل وفي زمانِنا قلّ الرجال ، قلباً نابعاً بالحنانِ على ضعفِ المرأةِ التي خلقها الله
على الهيئة التي تقتضي لها حكمته. أبٌّ وفي الأبوةِ رجلٌ ينكسرُ فؤادهُ على فلذاتهِ ، أخٌ والأخُ عمودُ
تسندُ عليه دمعةُ الأختِ إذا ما أمطر الكبرياء أدمُعاً.وعدٌ و الوعدُ أمانةُ حرٍ إذا يتفوهُ بها الموتُ لهُ إن لم
يفي بها ، صادق بالوعدِ إذا يقطعهُ على نفسهِ ولِسانهِ قبل أن ينطق به فؤاده وجوارحه.



إني وإن سطرتُ مدائحاً في ذكرهِ أراني مقصرة. ليس لإيماني بهِ بل لأني لم أصادف رجلاً إلـي
يومي هذا يقفُ الحقُ غصة في حلقهِ أو تبكي السماء لظلمٍ واقعٍ في الأرض ، فيكونُ هو مع الدين
على الأهواء، ولم أرى شخصاً ينتصرُ للحق على الباطل دون أن يكون هدفهُ من ذلك مادياً صرفاً
لم ألتقي شخص يقصدُ ما ينادي به ، متعايشاً مع الإختلافِ دون أذى دعواهُ للبشر عقلُ ورشد.




السلامُ عليكَ يا صاحب الدماء الزكية
اللهُم صلِّ علـى محمدٍ وآل محمد 



Thursday 18 October 2012

زوبعةُ المبدأ و الحُلمِ




حَلِمتُ شحاذاً يتَسولُ الحياة يطلبُ الرزق بطريقتهِ السجية ، فلما رأني أُحدُق به ، نظرَ طويلاً ... فقال : تُشفقين ؟ ... سَبقني لِساني يَخرجُ عَن كهفهِ ، فقُلت : لا، وأحرفي تتلعثم بين شفتَيّ !



قال : بلىٰ ، يا ، صغيرتي تُشفقـــــين !! إنَّ ذلك بدىٰ علىٰ شفتيكِ حين قضمتِ طرفها ، وَ عينيكِ التي تَلألأ منها النــدى ، حتىٰ أن نبرةَ صوتُكِ بدتْ موسيــــقىٰ مضـطربة !! فقلتُ ... وَ الخجلُ يكتسينــي بعـــدما فضحتني ردودُ فِعلي دونَ أن أحْبِسَها : لم أُشفق عليك ، أَشفقتُ علىٰ دُنا وهبتني الرَفاهِيةُ ملبســـــاً و أعطتك التسولُ خـــرقةًٌ بالية


أشفقتُ عليها حين صَبتْ داخلي أنهـُر الحُـــزنِ وَ وُهبــــتك ابتسامةً تُسعدُكَ لا تذبَلُ أبدا، أشفقتُ عليها أنها لا تؤمنُ بِميزان العدل ، تقسطُ بالظلم ، يُقتلُ فيها الطفل ، يُشردُ فيها الأهل ، يُدعى فيها التقربُ وَ يغدرُ بطعنُ الظهر ، ترتــدي الناسُ أقنعة النفاقِ وَ الزيف ، تتلون بألـــــوان الطيف

لكل مناسبةٍ لهم قناع ، يتمايلُون على حبالِ التحايلِ وَ الإقناع ، و السُذج منهم مغلوبـــون على أمرهم أو يعشقون دور الضحية يسلمون بحجة النوايا الصافيةِ وَ الطِيبـة. يهرولون دون تجاوز الوقوع في التجربة ، فيصيرون فريسة الخيبة. أني أبداً لا أشفقُ عليك ، إني أغبطكَ ، طُهرك الذي تجرد منهُ كثير ، وَ صاوا ملطخينَ بوحل المصالح أغبطك لبساطتك التي أصبح الكل يعتبرها سذاجة


 مع ذلك حزينة عليك و لأجلك ، إن لا شيء يمنعك أن تكون أنت ، دون أن يتفضل عليك من لهُ فضل أو يُعيّرك من لا يستحق أن يعيّرك. فيردُ عليّ : تقولين هذا ولم تحرقكِ من الحياةِ أشعة الظهيرة ، ولستِ في الشتاء تبحثينَ عن ملجأ! ولا يا صغيرتي يطلبك طفلكِ كأي صغيرٍ حلوى أو لعبة وَيكسركِ أن يتمنى كرفقتهِ أن يكون لهُ حق في التعلمِ فلا تلبينهُ أمنيتهُ البسيطة!

تقولين ذلك ولا ترين من بين ماذكرتِ إلا مبادئ باهِتات ، لا رأيتِ بالحقيقة
قسوةً ما تفعلهُ بالناسِ هذهِ الحياة !!!!


Wednesday 3 October 2012

سِرُ الهوى




لا تَسَلّ حبيباً سِرَ جنونِ الهوى                  
فَفِـي الغَــــــرامِ تُغَيَّبُ الألبـابُ


تفيضُ الحَنايا شوقاً واشتياقــاً                  
تغيبُ الأرواحُ ما يسَعُ الغيـابُ


إذا ما حضــرَ تكتسي النـجومُ                  
أضواءً، وفي نارِ الأفول عذابُ


يطيبُ لهم إذا في الرؤيا يزورهـم                 
 فَكــم في الزيارةِ أجــــــرٌ وَ ثـوابُ


ُيا ليتَ في الليالي كُلها يكـــــونُ                 
ضيفاً وَإلا فبئس الجـفاءُ العِقابُ


ُحتـى إذا صدفــــةَ طيفـهُم تـراهُ                 
يكفيـك الخيالُ أو حمائمُ الأسرابُ


 إذا يَرى المُغرمُ حول حبيبهِ أفواجٌ                
ما الصمتُ إلا ضياعٌ وَاضطـرابُ

تتَـجنُ حيلُ العاشقِ في لُحَــظٍ إذْ                
يشكُ أو يساورهُ في أمرهِ ارتيـابُ


تشتعِلُ الغيرةُ لو حول العِشقِ تحومُ             
النسائم أو تلامسُ الأكعابُ التــرابُ


فكيفَ يميزُ من أَثَرُ لوثةِ الفراقِ صَيّبَهُ           
ومن أينَ يُدركُ وَعّيهُ فــاقدُ الصـواب


 من أيِّ فصلٍ في العَذْل يبدأُ عـاذلٌ            
أحرقتهُ في الهُطولِ أمطــارُ العتـابِ

               
ُوَمن أي بابٍ يطلبُ الصفحَ وما أخطأ        
لكن لأجلِ محبوبٍ تُطـــرُقُ الأبـــوابُ 


 أتعبهُ الرومُ فلا فيه تضيقُ المسافاتُ                  
ما غيرُ الدمـــوعِ سكــبٌ و انسِكابُ
  
 منــــــاهُ قبل غمـــــرِ الثــــرى أن يلتقـــي                  
في دُجى الليلِ عناقُ ما يشتهي الأحبابُ




Sunday 2 September 2012

جاسم VS الْبَدْروان









جَميلةٌ الأشياء حين تبدو مدروسةً ومنمقة . والكلماتُ مصفصفة ومرتبة . لكنها أبداً لن تبدو بروعة ما تستجدهُ اللحظة أو يرتجلهُ
الإندفاع . إن الكلماتَ أحياناً لا تطلب إلا أبسط حقوقها أن ترفرف غير مكبلةٍ باتكيت الترتيب تقديماً أو تأخيراً

 : الْبَدْروان


،، ماذا جَنيتُ من صُنــعِ يدي
،، حتى تَصيرَ عَدوي وَ مُعَذبي
،، هل أفرطتُ في التدليلَ معاملةً
،، أو أنني بالغتُ تقربــــــــــي


: جاسم علي

،، بل كان صدكَ قاتلي ومُتعبـــــــي 
،، في وسطِ داري عشتُ منك تَغربي


 : الْبَدْروان

،، يا من ملكتَ حشاشتي ومُهجتي
،، جُد بوصلك أطيــــــافَ المحبـةِ


: جاسم علي

،، عد إلي أيا نسكًا فقـدتُ عبادتــــي
،، انت الصلاة وفي اعتكافي قُربتي

 : الْبَدْروان

،، أمسيتَ في قنوتي مُضْيَعــــــي
،، فاسبقتُ بين ركوعي وسجدتي


: جاسم علي

،، ِطوقتني لا لست أعرف يمنة ً، من يسرة 
،، فأضعتَ من قِبلتي ، نُسكـي 
،، يَضيعُ إليكَ حين توجهــــــي
،، في كل زاوية أراكَ ككعبتي


 : الْبَدْروان

،، حتى المراقدُ ضاع فيها توجهي
،، وسهوتُ في الزِيارات أطلبُ حاجتي
،، فبدلَ أن أزور خالصــةً أئمتـــي
،، تراني أسكبُ لأجـــلك دمعتــــي


: جاسم علي

،، يا بقعة حوتْ البقاع بِِفضلـها 
،، يا يثربي يا طهر بقعة مكتـي

Wednesday 22 August 2012

عَتَبٌ يعزِفُ ناي الشوق





عَتَبِي عَلىٰ الشَوقِ سَبعونَ عتـــــبْ ،،
سَرقَ النومَ مِن غَير جِنايَةٍ أو سَبَبْ ،،
قَرَّحَ الجُفون كَقرّحِ  يَعْقوبَ يُوسُفــاً ،،
لَما شمَّ قميصهُ انهالَ الدَمعُ الأصَبَّ ،،

شَوقي له مَتى يُدركُه أو يَعــــي ؟
وَ ترقُ جوانبهُ إذْ يَتحدثُ مَعــي ،،
كَلامهُ مَتى يَترِقرقُ كَشهدٍ جدولِ ؟
كُلما ارْتَوَيّتهُ تَعْطَشُ روحِي وَترتوي ،، 

عَتَبي عَليّهِِ جَرَدَني عَافِيَة الجَسَدْ ،،
وَصِرْتُ أَبْكي كطفلٍ حديثِ المهـدْ ،،
كطفلِ فاقدِ الحلوىٰ في عينٍ أُمــهِ ،،
يتوالد الأملُ َوَفي عينيها يولدُ الوعدْ ،،

شَوقي لهُ طبٌ وَ عِندهُ عـلاج ،،
فمنذُ صُيّر لِي عَشقتهُ أفواج ،،
فَاليوم طِبيّن أريدُ ،، طبٌ ،،
استشفِي به وطبُ ودَّهِ أَحتاج ،،  

عَتَبي لهُ ليسَ حصاراً يَضيقْ ،،
أَوَدُ كَسابقهِ من الجمودِ يفيـقْ ،،
أودُ لو يفيضَ بركاناً حنانـــــهُ ،،
فإنْ ناراً اشتعلتْ لا أشعرُ بالحريقْ ،،  

شَوقي لا يقنـــطُ لا ييـــأسْ ،،
كَعصفورٍ في قَفَصٍ مُحْبَـسْ ،،
إذا يوماً يفنــىٰ العُصفــــور ،،
يفنـــىٰ ذا الشوقُ وَ يفطَــس ،، 

عَتَبي صَار بِفقدهِ باهِتُ اللونِ ،،
وضاعَ الحَلَمُ بين هونِ وَ هونِ  ،،
حتى بالصَبْرِ ضاجت دواخلي ،،
فكتبتُ ضاجراً أسلوها بقافيةِ النونِ ،،


Monday 20 August 2012

صراعاتٌ لوثت إلى عقلي




 ما كنتُ لأُصَدقْ ، أو أقلةً أن أُصْدِقَ نفسي بأن الحياةَ لا تقفُ علي أعقاب الأثرْ . أنها حينَ 
تبلعُ الأحياء لا تذكرُ كم ابتلعتْ ، ومن ابتلعتْ . وَ كأنما الحياةُ ترسٌ جائعة ، لا تتوقفُ عن 
. أهدار الدماء وشُربِها وكأنها مصاصُ دماء


إن الأرض لا تعبأُ بمن فوقها لتكترثَ بمن يخلدُ إليها . هي تحملُ الأقدام لمساعيها تتحينُ 
اللحظةَ التي ستزَفُ إليها أكوامُ البشرَ ملتفين بأثواب الزفافِ بأكفانهم. وإن الإنسان حين 
. يُنسى ممن هم على الأرض ، فإن الذين يسكنون السماء قد اشتاقوا إليه


وحين أتأملُ عميقاً أشاهدُ مهرجاً على خشبة المسرح يتسابقُ الجميعُ ، ليحصلَ على تذكرةٍ 
للصف الأول ، ليضحك خيبة المهرج الحزين الذي يبدو أكثرَ الناس سعادةً على هذهِ الأرض 
. وما هو صورةٌ للسعادة لنفسهِ


وأغوص أعمق لأكتشف أن أقنعةِ السعادةِ التي نضعُها وسيلةً لتجذب البائسين ، لا تجذِبُنا 
علماً بأنّا صورةً للبؤسِ المطلي بألوان القزَح . وكأننا حين نعجزاً تماماً عن إيجاد السعادة 
.نصبُغ بها حياة الآخرين ، لنشعر بانعكاساتها تشملنا


نبحثُ عن السعادةَ وهي حولنا ، وإن السعادةَ حلوى لا يحصلُ عليها إلا الأطفال ، وليس
   دائما بيدك أن تُرجِعَ الطفل الذي داخلك براءتهُ ووداعتهُ السجية . حتى لو كنت مؤمناً بأن 
. الطفولةَ شعورٌ وليس رقماً بأوراقكَ الثبوتية 


وأكرهُ الحياة حين تختارُ جسداً أحبهُ ليستلقي المرض فيه ، وأكرهُها أكثر حين تجعلهُ أنانياً
يختار أن يقتتل مع المرضِ وحدهُ . كأن الخيار يخصهُُ ، ومن حقهِ أن يجردنا نفسـهُ دون أن 
يسألنا ، متناسياً أن الصورة التي يحافظ عليها ، الصورة الورديـةُ التي يدعيها خاليـة من
لحظة " المعاناة " هي لوحة جماعية لنا فيها قدم . ليتهُ فقط يتأكد أن اللحظـــات السعيدة لا 
. تخص كلَ الألوان الزهرية بل أن بعض الأسود وبعضُ الأزرقِ أو الأخضر هو الحلمُ الكبير 


ولن أنسى للقدر لعبتهُ البارعة ، حين يتلاعبُ بنا كالشِطرنج . أنت اليوم ستقابلُ فلاناً
ستعجبُ به ثم سيرحل . وأنت اليومُ دورك لتراقص الحظ ، أما أنتِ فستكونين خادمة
تلتقي بضفدعٍ يوهِمُها أنها جميلة ثم تكتشف أنها مجردُ غولةِ بشعة و هكذا ملكٌ وقلعةٌ
. وَ وزير 


. ماذا عن أقربَ الأقاربَ إلى قُلوبنا ، ماذا عن الذين لطالما وددننا أن نرسمَ لهم وشحاً بلورياً 
ليبدو أنقيا بهم . وَ ماذا عن الذين كنا نظنُ أنهم أعرف إلي من معرفتنا لأنفسِنا . كيف يتجبْـروا
 بكل قدرتهم ليزيلون كلُ الوجوه التي حاولنَا ألا تكون لهم . أو قد نكونُ تجاوزنا الحدَ الفاصل 
للنموذج المثالي . فنزاحَ الشكُ عن اليقين أنه ليسَ هناك مثالي ، بل هناك من يدعي المثالية 


. إن الخيط الرفيع بين أن تكون تابعاً للتقليد مساقاً من عنقك وبين أن تكون حراً ، هو ليس
التمرد ، بل أن تكتشف أنك أحمقٌ سرتَ على خطٍ رفيع أسمهُ المثالية ، فلما اختل توازنك ثمَ
وقعتَ من عليه أثبت لك أن الكثير يقع عندما يبحثُ عن ثغرة ليغير التقليد حين لا يكونُ ثوباً
 . يلائمهُ أو زياً يناسب و هواه عندما يتعاركُ مع قالبِ مجتمعهِ فتكون أما أنت أو سذاجةِ
. المجتمع 


.... لا أعرف إن كان للحديثِ بقية 

Saturday 14 July 2012

قافيةُ الدالّ

تَحــَـرّق الهوى لهفةً لميعادْ
فما كان لهُ سبيلا

**
ْينتظر عودَ مَحبوبهِ إن عاد
 فصارَ الإنتظارُ طويلا

**

أئــنُ ليلي وتئنُ معي الأكبادْ
 فسقطتُ للمرضِ عليلا

**

 فَهلّ يأتيني خبرٌ من العبادْ 
يُسكْنُ روعي قليلا 

**

أو تظلُ الحمى تِقدُ الأجسادْ
 و تتغلغلُ فيَّ تغليلا 

**

أأصبرُ بعدهُ ولو تمردَ العِنادْ
فيكف لغيرهِ تهليلا 

**

 هذا الذي يَسكن القلبُ ولهُ ينقادْ
فكيف أترضي عنهُ بديلا

**
فأتى ديارهُ يختالُ بذا الجوادْ
تودُ الأرضُ ترقصُ تبجيلا

**

بُعيّدَ تفطُرِ شوقٍ وسهادْ
أتاني ورودهُ تقبيلا

**

فارتوى شهداً ذا الفوأدْ
وغدى منهُ تدليلا

**



" هذهِ كانت خاطرة صغيرة توالدت من عِشق صغيرٍ ذي ستةِ أعوام أسمهُ " أحمد 

Friday 6 July 2012

تَموزُ أعذَبُ الأعْمارْ



أبلغُ عَاماً مُقدمْ
ْوينقصُ من عمري أعمار
،،
ويقولونَ تبلغُ زَهرَ شبابِها
ولا يدرون خُطَ الشيـــــبُ
،،
وسافرَ بين السوادِ أبيضٌ
 رِحالاً و أسفارْ
،،
من أين تنبتُ الحقـــولُ ؟؟
و الأرض لا تحملُ إعمارْ
،،
وسنيني يابسةٌ جدُبُّ
وداخلي طفلٌ كـغِرار
،،
بِعيني الحلوى أمنيةً
بعيني السعادةُ سِوار
،،
تمّوزُ أدنو عاماً
لستُ أسبقُ الثواني
ولستُ أهربُ إقصارْ 
،،
فيك نشعلُ الشموعُ فرحاً
ولا نشعل إلا لحوداً
،،
تشهدُ عليها قساوسةً
وتُقرأ عليها تَراتيلُ أحبار
،،

Thursday 28 June 2012

تحطيم الصمت






،، مع هطول الليل
 ،، ونزول الأضواء  
،، ألبسَ ثوبَ نفسي الملون 
،، ثوباً اختارَته أُمي 
،، وَ لونهُ الآخـــــرون 
،، ثوباً زيفهُ تَصَنُعي 
،، وَ أقنِعتُ يأســــي


 ،، حزني وَ جزعي ينتظــــرانِ
 ،، على الشُرْفةْ، أن يهطل الأمل  
 ،، وَ لا يهطل الأمـل 
 ،، وَ لا يأتي الشتاء 


،، ولا أتخلص من هذا الرداء 
 ! تخبرني أمي أنهُ عار
 ،، وإنهُ تَخَلُف تقُومُ بهِ النِِساء  
،، فالصمت لهنَ حِجاب


!! ْعجزت يا مريمَ العذراء أن أقنع  
 ،، أن أقتنــعْ بما أُخبرتُ من أسباب
أ نملكُ الحرية أم هذا مجردُ خداع ؟
أأبكي من ملامح البشر ؟؟
 ،، من أوصافهم الملبدةِِ بالرياء


 أأتقاسمهُ معهم ؟؟
،، حتى إذا بُليتُ أعللُ ضعفي 
أكبر الأسباب !؟
،، وَ إنا هذهِ سلوى
،، ألهو بها لأعوض
،، زهو ما أمرُ من طيشٍ وشباب


 ،، ٍهذا بلاشَكُ فعلُ مهزوم
،، من الضعفـــــــــــاء
،، َفإن هُزمتُ اليوم
،، فغداً يُنشر بالحق
،، دفاعاً عن الصمتِ اللَواءَ 
 ،، فلا تنتهي حربُ
،، بجولةٍ ، هكذا الدنيا، لنا
،، يومٌ يتقاسمهُ الأعداء



The photo taken by the talented : Cosmofabica (Maddalena Arcelloni) titled : The broken Piano
So as I called the poem : The broken Silence



http://www.flickr.com/people/cosmofobica/

Thursday 21 June 2012

أمنتظرٌ ؟


الاشتياق ليس شعورٌ صرفْ نلحقهُ متى شَعرنا به ،، وإنما أفعالٌ نثبتُ بها أن هذا الشعورَ ليس عابراً 


يــا ذَا الحُسنِ البَدْريّ متى يكونُ لكم في دُجى الليـــــــلِ إشــــــراقُ ؟ 

قـد تعطشَ الحبـرُ وَسُكِبَ من مآقِيِّ سيـــــــولاً تُغْرِقُ قراطيسُ وأوراقُ

روحي تبحَثُ عنكم في كُلِ بُقْعةٍ ملــهوفةً وَ فُـؤادي لَكُـــــم يشتـــــــاقُ

أَما أُلْهِبتْ نيرانكُم وفارتْ عن براكينِكُم حِمَمُ تِلك التي يقالُ أشـواقُ ؟

ُإلى متى يا مُهجتي ؟ قد تسمَمَتْ كبدي مِن حَرِّ لظى هذا الفـــــــراق

أَ منتظرٌ كثيراً ؟،، أمنتظرٌ حتى تَثورَ اللهفةُ ويُذابُ في عِناقِكم العِنـاقُ



Saturday 16 June 2012

استفزني


 أستفزني شخص لكتابة أبيات تقوم فكرتها على هذه الكلماتغرام/ ملام/ كلام/ ختام... بحيث أجعلها في قوافٍ فكتبت هذه الأبيات 


،، لا تصف حـــــالَ امرِء سَبيٌّ الفُؤادِ قد أضنــــاهُ عَــــذابُ الغَـــــــــــرامْ

،، لا يبيتُ ليلـــــهُ وإن باتَ ما تركهُ خيالُ حبيبهِ في عُمـــــقِ المَنــــــــام

ْ،، حالــــــهُ صعبٌ حتى صمتـهُ في عُرفِ بَنِي العُشاقِ تَرانيــمُ كَــــــلام

،، اخبرهُ أين يَأتيك وكَيف يأتــــــي عَينـــيك ما في صَـدرهِ من مـَـــلام

،، إن كُنت قد طِبتَ ودادهُ اعلمهُ فما أكره على العاشِق غيرَ خُبثِ خِتامْ







 

Friday 15 June 2012

أَرواحٌ على الضفة


تقول إحدى الفلسفات التي لَم يُعْترف بها ،، إِنا نصاب بالمرض بمجرد أن تصاب الأرواح على الضفة  الأخرى ،، ليس بالضرورة أن نلتقيهم وليس بالضرورة أيضاً أن نراهم



،،  أمراضٌ مستعصية حُمى وجِبـهاً تَبـــــــكي
،، و أرواحٌ تنادي خوفاً على الضفة وتستجدي   
،، يخبرني و يخفي علي حدسـي


 ،، أنهم مرضى ،، مرضى بالصمتِ والإدعـــاء  
 ~ حتى لو أطبِق على صدرهم، ما اســتطاعت 
 ،، أن تُقبِل رآتهم أُكسِجيناً و هواء 


 ،، عنفوانهم سجنُ وعَللهم كبريـاء 
~ لا يدركون أن صدى هذيانُ ليلٍ
 ،، تصلُ موجاتهُ عِنــــان الســـماء 


 ،، اعتادوا أن يُخفوا تحت ثيابهم كل صَيبٍ من بــلاء 
 ،، ذلك وَهجٌ ينادون به أرواحاً ليبدو بِعيونهم سعــداء 
 ،، ذلك إيثار لا يتقنهُ بشــــــــرُ 


~ وتخاطبٌ ترتقي بهِ نفوسٌ لم تلتقي على الأرضِ ولم
~ تمتزج أطيافها يوماً ولكنها صدفةُ عالمٍ حاك لـــــهم  
 ،، بخيوط الوهم في العليا لقاء 





This picture is owned to http://ashscrapyard.wordpress.com

Sunday 10 June 2012

بِقربي لا أُخيركِ


هذهِ الأبيات مستوحاة من قصة لزوجين ،، الزوج فيها أصيب بمرض الرُعاش فخَيَر زوجتهُ بالبقاء معهُ أو تركه ،، القصة التي استحِيت منها للكاتب فهد العليوه 


 اترُكي هـــــــذا الرجلَ
هذا الذي كان يُدْعــى رَجلا




 ًالطفلُ الذي منذ كان نُطفةً
أودعَ لــكِ فـي قلبــــهِ مكاناً


 َلتُبْصِرَ روحكِ السَعادةَ والأملَ
لا يَخْدعَنّكِ القَوامُ الذي يَدعي 




  تَحتَ أنقاضِ المرض زيفاً أنهُ بَطَـلا 
وإن أمسكتي براحتهِ تراقصت رَجْفةً




 ليس حياءً أصابهُ ولكن شُــــــــــلَّ  
الحبيبُ مخفياً ضَعّفاً يكشُفُهُ العَــلَلا

 وَانْسَي صورةَ بَعْلٍ أمسى رمادَ الأمـس 
وَاليوم أنْهَكَهُ بقاؤكِ معذبةً تبكيــن بَقايا الطَللا


يا امرأة إني أحبكِ فكيف يقــــــوى
العاشقُ أن يرى حبيبهُ صمتاً مُتألِمـا



وإني بقربي لا أُخيركِ فَكفاكِ أنـكِ 
ترعينَ من أتى مِنْ صُلبي مُتَحَنِنا 









صراع أزلي [1]

نزعة الإنسان المادي للوصول إلى [هدفه] تجعله أداة في يد كل ما هو خارق للطبيعة البشرية. فما هو معروف عنه أنه كائن خيّر ب...