حَلِمتُ شحاذاً يتَسولُ الحياة يطلبُ الرزق بطريقتهِ السجية ، فلما رأني أُحدُق به ، نظرَ طويلاً ... فقال : تُشفقين ؟ ... سَبقني لِساني يَخرجُ عَن كهفهِ ، فقُلت : لا، وأحرفي تتلعثم بين شفتَيّ !
قال : بلىٰ ، يا ، صغيرتي تُشفقـــــين !! إنَّ ذلك بدىٰ علىٰ شفتيكِ حين قضمتِ طرفها ، وَ عينيكِ التي تَلألأ منها النــدى ، حتىٰ أن نبرةَ صوتُكِ بدتْ موسيــــقىٰ مضـطربة !! فقلتُ ... وَ الخجلُ يكتسينــي بعـــدما فضحتني ردودُ فِعلي دونَ أن أحْبِسَها : لم أُشفق عليك ، أَشفقتُ علىٰ دُنا وهبتني الرَفاهِيةُ ملبســـــاً و أعطتك التسولُ خـــرقةًٌ بالية
أشفقتُ عليها حين صَبتْ داخلي أنهـُر الحُـــزنِ وَ وُهبــــتك ابتسامةً تُسعدُكَ لا تذبَلُ أبدا، أشفقتُ عليها أنها لا تؤمنُ بِميزان العدل ، تقسطُ بالظلم ، يُقتلُ فيها الطفل ، يُشردُ فيها الأهل ، يُدعى فيها التقربُ وَ يغدرُ بطعنُ الظهر ، ترتــدي الناسُ أقنعة النفاقِ وَ الزيف ، تتلون بألـــــوان الطيف
لكل مناسبةٍ لهم قناع ، يتمايلُون على حبالِ التحايلِ وَ الإقناع ، و السُذج منهم مغلوبـــون على أمرهم أو يعشقون دور الضحية يسلمون بحجة النوايا الصافيةِ وَ الطِيبـة. يهرولون دون تجاوز الوقوع في التجربة ، فيصيرون فريسة الخيبة. أني أبداً لا أشفقُ عليك ، إني أغبطكَ ، طُهرك الذي تجرد منهُ كثير ، وَ صاوا ملطخينَ بوحل المصالح أغبطك لبساطتك التي أصبح الكل يعتبرها سذاجة
مع ذلك حزينة عليك و لأجلك ، إن لا شيء يمنعك أن تكون أنت ، دون أن يتفضل عليك من لهُ فضل أو يُعيّرك من لا يستحق أن يعيّرك. فيردُ عليّ : تقولين هذا ولم تحرقكِ من الحياةِ أشعة الظهيرة ، ولستِ في الشتاء تبحثينَ عن ملجأ! ولا يا صغيرتي يطلبك طفلكِ كأي صغيرٍ حلوى أو لعبة وَيكسركِ أن يتمنى كرفقتهِ أن يكون لهُ حق في التعلمِ فلا تلبينهُ أمنيتهُ البسيطة!
تقولين ذلك ولا ترين من بين ماذكرتِ إلا مبادئ باهِتات ، لا رأيتِ بالحقيقة
قسوةً ما تفعلهُ بالناسِ هذهِ الحياة !!!!
تقولين ذلك ولا ترين من بين ماذكرتِ إلا مبادئ باهِتات ، لا رأيتِ بالحقيقة
قسوةً ما تفعلهُ بالناسِ هذهِ الحياة !!!!
الشحاذ يتسول الحياة ويتصدق علينا بالابتسامة ،، صدقيني .. كلنا متسولون على قارعة الحياة :-)
ReplyDeleteصحيح عزيزتي ، اعتقد أنّا أسوأ منهُ حالاً وهو أحسن منا بالاً ،، شكراً لمروركِ متاهات
Deleteالسلام عليكم...
ReplyDeleteالظاهر ان العقل الباطن يقود ثورة حتى في المنام يطاردك بحثا عن تفسير المبدأ والواقع.
من المؤسف إن تلام الدنيا على تعاسة البشر,الاجدر بهم الاخذ بأسباب السعادة وترك اسباب التعاسة لكن الجمع بينهما لا يكون ابدا لا يخلق السعادة. فالسعادة مبادئ يعمل بها وفق شروطها والدنيا تعمل وفق مبدأ سنه الله لها فلا تلام , الملام من أعطي اسباب السعادة وتركها..وماحديث المتسول إلا دليل اخر على الناس تركوا ما امنوا عليه فكان التسول مظهر من الترك...
موفقين بنتظار المزيد بعد صمت هل يطول...؟
بالظبط ، لكن ألا تعتقد أن السعادة أحياناً تضل طريقها لبعض البشر ؟ ليكن أما ابتلاء أو اختبار وكلاهما يحدثُ لتعرف في أي مراحلة من مراحل الحياة يوجدُ معناً للسعادة الحقيقية
Deleteوفي وسط هذه العواصف، تمحص النوايا البيضاء، وسط هذه البلاءات يتبين الحقيقي من المزيف، وعندها من يصبر ويبقى على المبدأ ..
ReplyDeleteالحياة روعة ولكن امتحاناتها اروع عندما يفوز المرء فيها
شكرا لقلمك
شكراً لاضافتكِ واحة ،، تحياتي
Delete