رجع رجلٌ إلى بيته خائر القوى منهك فإذا بزوجته عاقدة " النونه " أي يظهر على وجهها الزعل فأمرها زوجُها أن تجلب الطعام ،، فأخبرتهُ أنها لم تعداً شيئا فغضب واحمرّت وجناتهُ وانتفخت أوداجهُ فتمالك نفسه ثم ذهب إلى حجرةٌ أخرى وبين جوع ونعاس كتب هذه الأبيات :
كم أتمنى قبل أن أغضَ بطرفي أن يدخل علي غــــــــلام
حاملاً بيديهِ صوانٍ قد تربع عليها حبشٌ على قفاهُ ينــــام
وحولهُ جزرٌ وبطاطٌ وشيء من هذا القبيل وهذا الكـــــلام
ويا حبذا أرزٌ و محاشٍ و قليل من بطٍ مَشوي و حمــــــام
فإذا بطارقٍ يطرقُ الباب فلا يُرد فقد عُرف العرب كــــرام
فدعاهُ بحفاوة ياعبْدُ تفضل لا تحية على زادٍ ولا ســـــلام
وما أن هممتُ أسكب في الكؤوس الشراب وفي الأوانـي
الطعام ، فإذا بالبط يغمز بعينهِ ويفرد كلا جناحيهِ الحمـام
ففركتُ عينيّ وظننتُ أنهُ سِربٌ أو مزاحُ خيالِ أو وِهــــــــام
فتبين أني ياقوم قد غفوت وما كان هذا إلا عذبُ طيب المنام